تدوينة

عندما يهدأ ألم الذكرى

بين ماضٍ ومستقبل.

 

بدون مقدّمات الفترة الماضية كانت مليئة بـ«رؤى» وهذه نعمة من رب العالمين. إلا أن هذه الرواية كُتِبت في ظروفٍ مليئة بالتحديات الشخصية والمهنية. 

التحديات الشخصية هددت إكمال القصة، فالرواية التي بدأت من ضغط المشاركة في إحدى الورش التابعة لـ«إثراء» تغيّرت كليًا حينما سألت نفسي سؤالًا غيّر شكل القصة: «ماذا لو أخطأ البطل خطأ يستحيل تصحيحه؟» وكان لهذا السؤال الفضل في أخذ القصة إلى مسارها الأنسب، من وجهة نظري المتواضعة.

(يضحّك أن كاتب القصة يقول إن رأيه متواضع حول قصته، عمرك قرأت كلام فاضي مثل هذا؟)

رغم أهمية السؤال الذي ذكرته، إلا أن الإجابة عليه كانت مرهقة، فالأخطاء مرتبطة بشكل أو بآخر بالغفران والنسيان، لكن كان علي تجنّب أي محاولة تصحيح لمشكلة البطل عن طريق طلب المغفرة. فالفكرة هي أنه أخطأ بحق أحدهم، والآن تستحيل عليه العودة والاعتذار له. 

وعلى ذكر التحديات المهنية، فحتى اليوم أتذكر عندما سجّلت ملاحظة صوتية محبطة ومحرجة إلى أحد أصدقائي الكتّاب، كان اللاب توب مفتوح أمامي على مسودة كارثية من القصة وهاتفي قريبٌ من فمي وعيني تراقب بيأس الكلمات المحبطة:

«يا أخي والله روحي راح تطلع قبل ما تطلع هالرواية»

الحمد لله.. طلعت رؤى، وروحي ما زالت في مكانها.. تحت تهديد إخراجها من قبل روايات أخرى.

المغزى هو أنّي اليوم أعود إلى كل هذه الأحداث برؤية مختلفة تمامًا. ذكريات التحديات المهنية تحولت إلى خبرةٍ استخدمها في روايتي القادمة «أسطورة الرجل الكبريتي». والتحديات الشخصية ما تزال شرخًا في الروح، إلا أن دماء الجرح جفّت وبقي أثرٌ فقط. وبينما يقترب الجلد من احتضان بعضه، أراقب العلامة الفارقة التي لا تختفي، ولكنها تصبح ماضٍ يشكّل شخصيتي.

 

ماذا شاهدت؟ 

 

  • فيلم هوبَال، عبدالعزيز الشلاحي.

تعيش عائلة صغيرة في الصحراء على حدود السعودية والكويت قبيل حرب الخليج. يرفض الجد ذهابهم إلى المدينة رغم موت حفيدته بسبب مرض الجدري، وإصابة حفيدة أخرى بالمرض نفسه. تزداد الضغوطات على العائلة ويصبح الاختيار بين رضا الجد والنجاة ضروريًا. 

أعرف أن القصة مدهشة عندما أتحمس بعد إنهائها لكتابة قصتي، كأني سرقت من مخزون إبداع كاتبها.

وهذا ما فعله العمل معي. من كتابة الشخصيات، وبناء العالم (وعالم الفيلم هذا بالذات)، والحوارات، إلى التلميحات وتطور الشخصيات.

فيلم ثقيل، يستحق وقتك.. هذه دبل توصية، شوفه!

 

إلى ماذا استمعت؟

 

  • أغانٍ متفرقة، ديفد بوي.

 

في قصة «الفنان خالد» أتحدث عن فنانٍ يخطف مركبة فضائية متجهة إلى المريخ بعدما يُصاب بلوثة في دماغه بسبب موت آخر أصدقائه. خلال فترة كتابة القصة استعنت بديفد بوي في السفر  إلى الفضاء بأغانٍ مثل: «Space Oddity» و«?Life on Mars» و«The Man Who Sold The World» و «BlackStar».

 

ماذا نشرت؟

 

  • الفنان خالد، قصة قصيرة. 

يتسلل شخصٌ مجهول إلى مركبة فضائية على وشك الانطلاق إلى كوكب المريخ. رغبةً في تخليد اسمه وإبقاء ذكراه. وعندما تستقر المركبة في قلب السماء، تتصارع في عقله الذكريات والأفكار، بينما يحاول أهل الأرض التواصل معه لفهم الدافع وراء فعلته.

أقرأ القصة من هنا.

 

  • كيف تصبح القصة حية؟

أنا دائم التحسس من تطبيق أي نصيحة كتابية بلا تفكير. وبذرة هذا المنشور غُرِست بعد قراءتي لفكرة أزعجتني تقول أن الجمل الطويلة لم يعد لها مكان في القصص الحديثة لأن القارئ الحديث لم يعد يستطيع التركيز. 

صحيح إن كل شيءٍ أصبح أسرع، ولكن فكرة أن الجملة الطويلة ماتت مضحكة.

أقرأ المنشور من هنا.

 

خبر مهم: عزّت عاد وباشر عمله

 

عدت هذا الأسبوع لأهم أعمالي: مراجعة روايتي القادمة «أسطورة الرجل الكبريتي». 

لسببٍ ما كنت أظن أن مستوى الكتابة أقل، إلا أني تفاجأت بفرقٍ كبير بين المسودة الأولى في مخيلتي والمسودة الأولى الفعلية. وجدت إمكانيات خارقة، وأحداثًا مشوقة وشخصيات جيدة (غير منتهية، لكنها في مكانٍ جيد بالنسبة إلى المسودة الأولى).

 

اقتباس ختامي: 

 

أحب خوارزمية يوتيوب جدًا، وأراها أفضل خوارزمية في مواقع التواصل. زادت قناعتي حينما وقعت على مقطعٍ مطوّل للمخرج كونتن تارانتينو الذي قال جملة مؤلمة (غالبًا لأنها لمستني):

«يجب ألا تكسب مالًا حتى تكسب مالًا في فعل شيءٍ تحبه».

والسلام.

عجبتك القصة؟ 

اشترك في المدونة حتى لا تفوتك قصصٌ مثلها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×