قصة

الهارب

ظهر عند الباب. يمشي بآلية. يحاول تحديد موقعي الدقيق. لا بتقنيات تحديد الموقع الحديثة، بل بالحبل الوتيد الممتد بين كل شخصٍ ونفسه السفلية.

 

  1. هاوية

كان يقف عند رأسي أولما استيقظت، هكذا انتبهت لوجوده. لم يتحدّث إلا غمغمة بلا معنى، وجميعهم يتحدثون هكذا. ظهر شاحبًا تحت خيوط شمس ساعات الصباح الأولى الكسولة. رفع يده بحنية ووضعها على جبهتي كما كانت تفعل أمي. هكذا بدأ إغراءه الأول.

قاومت إغلاق عيني، لكن جفني ثقيل ورأسي يميل إلى الخلف. استسلمت. أراني تلك الفيلا ذات الزجاج المستطيل العصري الذي يسمح لضوء الشمس بالانتشار في الغرف الشاسعة. أراني أطفالًا كثر يلعبون في المنزل ثم يركضون لاحتضاني. في الرؤية استطعت شراء الفيلا رغم أني في الحقيقة أفقر من تحمّل تكلفتها.

ذكّرتني الرؤية بطليقتي فانتفضت. نزعت يده عن جبيني وضربته بعصًا خبأتها تحت سريري تحسبًا لمثل هذا اليوم، فكنت أشعر بتكةٍ في قلبي تشي بقدومه. آلمني ضربه فأنا أضرب نفسي، نفسي السفلية. بقي واقفًا حائرًا كأنه صبيٌ غدر به والده. قفزت من فوق السرير وركضت خارج الغرفة أسابق نفسي.

يمشي خلفي ويغمغم بكلامٍ غير مفهوم، كأنه رضيع يناغي. نظرت خلفي فرأيته يطفو فوق الأرض متجهًا نحوي. عبرت غرفة المعيشة الخالية من الأثاث سوى كنبة زرقاء صغيرة. نسيت العصا في الغرفة! أخذت سكينًا من المطبخ وركضت إلى سلالم المبنى المتهالكة منعدمة اللون.

أقفلت الباب ببصمتي وصوتي، ولكنّي أعرف أن التقنية لن تنقذني من نفسي.

عندما دست جسد محمد المجنون المسجّى فوق السلالم المعتمة كان قد خرج كشبح عبر الباب المغلق. يجب ألا أنظر للخلف، وأن أهرب إلى دار العبادة. لا أنتمي لهم حقًا، لكن أبوابهم لا تُغلَق أمام إنسان.

 

  1. مطاردة

أهرع إلى الشارع المكتظ بالناس.

تكاد شاحنة القمامة الطائرة أن تقتلع رأسي. لم أر أضواءها المغيّبة خلف ضباب المدينة المعتمة. ولم أسمع رنين جهاز التحذير المستمر لإخلاء طريقها. أفتح هاتفي وأطلب أوبر. تأتي المركبة في ثلاث دقائق قضيت معظمها أضرب رأسي في صندوقٍ آليٍ أخضر لتوصيل الطرود. زعقت سماعاتٌ صغيرة داخل الصندوق “شخصٌ غريب، بعّد وإلا اتصلت على الدوريات!”

ثم ظهر، من اللامكان ظهر. عندما رأيته وسط الحشد تعطّلت حواسي. سُحِبت الألوان والحياة من كل شيءٍ حوله. أصبحت أصم. لا أسمع غير صوت خطواته. خطوات تتخيلها أذني، فهو كان يطفو فوق الأرض. شعرت بالعرق يتفصد على جانبي رأسي. لا يهتم أحدٌ لوجوده كأنه غير موجود. مشى عبر فتاةٍ تعدّل حجابها. واخترق أمًا تحضن طفلها. 

أوه.. جاء لي، لهذا لا يراه أحدٌ غيري.

لم أقوَ النظر مباشرة في عينيه فرمقت جسده الطويل النحيل. أسودٌ كظل. بيدين بيضاويتين وأنف شديد الحمرة. يلبس رداءً رماديًا طويلًا يغطي جسده حتى أخمص قدميه. يمشي ويغمغم. ليس على وجهه تعبيرٌ واحد.

جاءت سيارتي وانطلقنا. بعد لحظةٍ من النظر لوجهي. أخرج السائق شيشة إلكترونية وسألني بعينين متسعتين ونبرةٍ فضولية: 

“أيش قصتك أنت؟” 

قصتي؟ ما عندي قصة.

“وجهك مخطوف” 

وجهي مخطوف؟

نقر الزجاج الفاصل بيننا فظهرت مرآة مستطيلة. أدارها جهتي وأكمل شرحه بينما أراقب الأكياس السوداء المنتفخة تحت عيني.

“يعني شاحب. أبيض. شكلك غريب”

أي. ما عليك. ما نمت..

“من متى ما نمت، عشر سنين؟!”

نقرت زر “عدم الإزعاج” فتحول الفاصل بيننا إلى حاجزٍ أسود مصمت. نظرت خلفي مرةً واحدة. لم أرَ غير الأضواء الباهرة. هاجمتني من كل مكان. المركبات السيّارة خلفنا، المركبات الطائرة فوقنا. لوحات الإعلانات العملاقة المعلّقة في الهواء. المباني الشاهقة مخترقة السحاب. يعميني سطوع كل شيء. أحس أني عارٍ ومُكتشَف. قد يظهر من أي مكانٍ فجأة ويضع يده على جبهتي ثم ماذا؟ لن أستطيع الهرب منه كل مرة. رفعت زر “عدم الإزعاج”.

ممكن تسرع؟

“راح تدفع المخالفة؟”

سكتّ، لا جواب عندي غير السكوت. شعرت به خلفنا في مكانٍ ما. يغمغم ويلاحقني. شعرت به قفز فوق سقف السيارة خلفنا. يغمغم ويلاحقني. شعرت به فوق زجاج سيارتنا الخلفي. يغمغم ويلاحقنا. شعرت به في المقعد خلفي. يغمغم ويلاحقني. شعرت به خلف أذني. يغمغم، وصل إلي. ببطءٍ وقفت الشعرات الصغيرة على ساعدي ورقبتي حتى انتصبت كأشواكٍ باردة.

“وصلنا!”

نزل الحاجز بيننا فصرخت. لم يصل إلي كما توهمت فالصوت أتى من السائق صاحب الشيشة الإلكترونية، ولكن في انعكاس عينيه رأيت المخلوق السفلي. الهرب مستحيل. أعرف أن الهرب مستحيل. نفث الدخّان الكثيف فرأيته يقفز من وسط الغيمة البيضاء التي غطّت المركبة. فتحت الباب وحملتني قدمي هربًا.

 

  1. كينوبسيا

دار العبادة: مأوى المطاردَين من ذواتهم السفلية. أرضٌ شاسعة مليئة بشتى أنواع الدفاعات. من الخزعبلات إلى الدعوات الحقيقية. هي مأوى كل غير القانونيين الذين لا تنطبق عليهم شروط الالتحاق ببقية المؤسسات الحامية. ليس هذا مكاني بالضبط، كما ليس أي مكانٍ فوق هذه الأرض مكاني، لكنّي أرجو قبولًا فهذا ملاذي الأخير.

هرعت فاتحًا بابًا بنيًا عتيقًا. وجدت نفسي في باحةٍ صغيرة بين الباب البني وباب أخضر عملاق نُقشت عليه جمل فصيحة من لغةٍ منقرضة. الباحة فارغة إلا من كرسيٍ رمادي ملكي. تحيطني جدرانٌ بيضاء فيها تصدعاتٌ وأرضٌ سوداء تلمع. المكان فاخر وله شعورٌ مقدّس، ولكنه أيضًا فارغ بشكلٍ غريب، بشكلٍ خاطئ، كأنه ملاهي مهجورة. الهواء هُنا ميت. والصمت له صوت ما قبل هجوم وحشٍ من زاويةٍ عمياء. ألتفت للزاوية بسرعة. لا أحد.

أرفع رأسي للشاشة العملاقة المعلقة على الجدار. أرى حارس أمن يضع قدمًا فوق الأخرى بينما يشرب علبة حليب عائلية. يظهر مربعٌ أحمر يتبع مسار عيني على الشاشة. بعدما ثبتت عيناي على إعلان “عندنا وظيفة تناسب طموحك!” الرقمي الظاهر في علبة الحليب تحول إلى إعلانٍ شخصي أكثر “خالد، أبحث عن رفيق روحك الآن!”

انشغل الموظف بازدراد حليبه حد عدم ملاحظة وقوفي في مرمى الكاميرا. فردتُ يدي وضربت كفي بكفي فكاد ينقلب عن كرسيه. اقترب من الكاميرا وحدّق جهتي.

“نعم؟!”

أنا خالد. أحتاج حماية.

رفع جهازًا جهتي فخرج منه ضوءٌ أخضر فاقع. 

“أنت قانوني. روح للحكومة”

ما استوفيت الشروط.

“روح للخمسمية شركة الثانية”

ولا شروطهم. 

“كيف قانوني ولا تستوفي الشروط؟”

نظر إلي كمن رأى شبحًا. التفتُ خلفي لا شعوريًا. ظننت أنه وصل إلي. وضع الحارس يده على سلاحه هامًا بإخراجه حسب جوابي. 

“ارتكبت جريمة؟”

رفعت إبهامي ليأخذ بصمتي، فأشار بجهازٍ آخر خرج منه الضوء الأخضر الفاقع نفسه. تنهّد متعجبًا. 

“ماني فاهم. كيف ما تستوفي شروطهم؟ أنت إنسان؟”

أنا إنسان لكن ما لقيت مكان. 

همس لأحدٍ ما في جهازه وظهر مسؤولٌ مسن شديد النحل شديد الطول. وضع زجاجة على عينيه وتفحّصني. طلب مني أن أرفع رأسي وأباعد بين ساقيّ ثم طلب أن أفتح عيني. طال تفحصه.

“أوراقك سليمة يا بُني. روح لهم!”

ما أقدر. ما فيه جماعة تناسبني.

لو أشرح له حتى الغد لن يفهم. كما لن تفهم أنت. لن يفهم أحد. أنا لا أنتمي إلى أي مكان. كل مكانٍ أذهب له ينقصني شرطٌ أو إثنين للانتماء إليه. كل علاقةٍ أحاول بنائها تسقط كناطحة سحاب. سواءً كانت صداقة أو حب. أنا أجيد البحث عن أصغر العيوب في الآخرين، لأحدد مناطق اختلافي عنهم، فأجد سببًا كي لا أنتمي. كأني أبحث عن شخصٍ يشبهني تمامًا. ياللسخرية! كنت أبحث عن نفسي. والآن نفسي تطاردني. رأسي يدور. 

“متى شفت نفسك السفلية؟”

قبل ساعة.

نظر إلى ساعته. أعرف أنه يماطل بحثًا عن عذرٍ لطمأنتي. مهما كان ما سيقوله هو لا يعدو عن كونه كذبًا فعندما تظهر نسختك السفلية لن تستطيع الهرب منها إلا إن كنت ذا عزيمة.

مُدّ أنبوبٌ زجاجي من قلب الباب الأخضر العظيم. 

“خذ هذه الحبوب المطهّرة”

وبعد ما ينتهي مفعولها؟

هز كتفه ومط شفتيه. كأنه يقول: لن يستطيع أحدٌ مساعدة من لا يساعد نفسه. ضاق الهواء فجأة. شعرت به. قلبي الواشي فضحني. تعرّقت. توسّعت حدقتاي. ارتعشت يداي. فتحت فمي ولم تخرج كلمةٌ واحدة. سيتخلّق من التشققات في الجدار الأبيض. أو سيتكون من الجمل غير المفهومة في الباب الأخضر. أو سيسقط من السقف المتهالك. أو ببساطة سيدخل للدار من الباب مثلما دخلت، وينتهي كل شيء. 

نظرت لهما، كان لهما وجه نسختي السفلية. فقدت حواسي مجددًا. 

هربت من المكان متجاهلًا تحذيراتهم. خرجت إلى الشارع. كان الضباب في كل مكان. الرؤية مستحيلة. المدينة ميّتة. وخلف كل ظل مركبة أو مبنى أو ظل إنسانٍ يمشي، كنت أراه. يشق طريقه من أجسادهم ولا يرونه أو يحسون به. يغمغم. يناجي. يتحدث في إذني. يقول سيريني رؤىً مفرحة لإنجازات تمنيت لو لم تحل الحياة بيني وبين تحقيقها. 

هل الأمر منتهٍ؟

هل أستطيع الهرب؟

أخرج من حالتي وأطلِق قدمي للريح. 

 

  1. ذكرى

ضاقت الشوارع وتقزّمت المباني واختفت المركبات الطائرة. باتت نهاية الطريق وشيكة. الرصيف الرخامي الأسود أصبح متكسرًا في مواضع عدة. لا بد أني في طريقي إلى المدينة القديمة. سقوطي على رأسي والموت أهون من ساعة في المدينة القديمة. ذكرياتي كلها فيها، يا للأسى. 

هربت بخطىً محمومة تكاد تحلّق فوق الرصيف. يمين. شمال. يمين. اقتحمت محلًا مهجورًا محروقًا بالكامل. “شركة تواصل”. أعرف هذه الشركة. أفلست حينما تطوّر الذكاء الاصطناعي ليحل محلها. اختبأت خلف مكتبٍ صغير. أسندت ظهري على الجدار وضربته برأسي عدة مرّات.

أقرب مبنى حكومي يبعد عني آلاف الخطوات، وأقرب مؤسسة تبعد عشرات الآلاف. ولو وصلت إلى أيهما بمعجزةٍ لن يقبلني أيهما. اختبارات الشخصية ستكشفني حتى لو زيّفت انتمائي لهم. أجلس في مكتبٍ وحيد داخل شركة محروقة خائفًا من مطاردة نفسي السفلية. لا ألوم أحد على حالتي فهي ليست مستغربةً لشخصٍ مثلي. لم أتوقع أن يقبلني أحد، ورغم هذا يجرحني الرفض وتصيبني الوحدة بالشلل. 

ماذا أفعل؟ 

مستسلمًا أغمضت عيني فرأيتها. وجهها دائري شديد البياض، حينما تضحك تستغرق في الضحك، وحينما تستغرق في الضحك تغلق عينيها ويزيّن أنفها وأعلى خديها ظلٌ وردي فاتح. حتى هذا اليوم أندم على تركها. لمَ فعلت فعلتها؟ أظن أني لا أعرف نفسي بالقدر الذي ظننته. كانت الرؤية حزينة لذلك عرفت أنها رؤية من عقلي لا من تأثيره، فأبقيت عيني مغلقة.

أحببتها طيلة عمري، ثم اعتادت حبي وأساءت معاملتي. هكذا دون سبب. افترقنا ثم أحببت امرأة ثانية لا تحبني. فسَد الحبّان، وضاع قلبي. بيعت الفيلا ذات النوافذ الواسعة التي أردت شرائها لتفرح الأولى، وذبَلت حياتي عندما لم تبادلني الثانية الشعور.

رويدًا رويدا تفكك كل شيءٍ من حولي. من معتقداتي وآرائي إلى تفضيلاتي. بدأ الأمر بمراجعة شريط حياتي وانتهى بعجزي عن تحديد إن كنت أحب لبس ثوبٍ أبيض أو ملون. كنت أزرقًا ساطعًا، أصبح لوني أغمق، ظهر ظلٌ رمادي باهت من قلب لوني الأزرق الفاقع، وما أنفك يبتلعه حتى قضى على زرقته، وأصبحت لا أعرف من أنا. في كل زاويةٍ كنت أرى إحدى المرأتين. تطلبان منّي الاختيار. تطلبان منّي المستحيل. 

ثم سمعت غمغمة.

 

  1. مواجهة

ظهر عند الباب. يمشي بآلية. يحاول تحديد موقعي الدقيق. لا بتقنيات تحديد الموقع الحديثة، بل بالحبل الوتيد الممتد بين كل شخصٍ ونفسه السفلية. الرائحة النفّاذة للخشب المحروق تعيق حاسة شمه التي يستخدمها لتحديد مكاني. 

أُخرِج السكين من سروالي وأزحف على الرخام بهدوء. يختفي جسدي خلف الفواصل الخشبية المحترقة للمكاتب. تشقعر غمغمته جلدي. يتحدث كأنه رضيعٌ يستعطف أمه لتدر له حليبها، رغم أنه أطول مني وأعرض. 

ألتف حوله. أصعد فوق طاولة مكتبٍ ثم أنقض عليه من الخلف. أطعنه في كتفه عدة طعنات فيتطاير سائلٌ لزج في كل مكان. لم يتحرك من مكانه كأنه يرحب بضرباتي. ابتلع جسده سكيني فأخفاها. نظر إلي، وغمغم. أسمع نبرةً حزينة في غمغمته. نبرة رجاء. أسقط مذهولًا ثم تحملني قدمي هربًا.

أنظر ليدي الملطخة بسائله اللزج. طالما أردت رؤية سائل الكائنات السفلية. مهووسٌ أنا بالعالم السفلي. هناك شيءٌ مريح في سوداويتهم واستسلامهم. قد أكون محظوظًا بوجوده.. أوقظ نفسي. هذا ليس وقت التفكير بالاستسلام. أصعد على كرسيٍ بلا مقعد لأكشف المكان. 

المكان مملٌ جدًا. طاولات خشبية لشخصٍ واحد. كراسي سوداء لشخصٍ واحد. مساحاتٌ لشخصٍ واحد. مللٌ وخنقة. أتخيل فوق المكاتب أجسادٌ بلا أرواح. أهذه الحياة؟ أهنا يقضي الشخص أنشط ساعات حياته ثم يعود للمنزل ليفكّر بطليقته والمرأة الأخرى التي لا تحبه؟

لا أراه، ولا أسمع غمغمته رغم أنه كان ورائي. كأني لم أرد سماعه أو رؤيته.. يمد يده إلى جبهتي وفي لحظةٍ واحدة رأيت المرأتين. سويةً. مرة أكون مع هذه وأخرى مع تلك. لا تغضب إياهن من عدم قدرتي على اختيارها، بل ترحّبن بعجزي.

أصبحت الرؤية واقعيةً أكثر. شممت رائحتهن. أحسست بالبشرة الناعمة تداعبني. الوجه الوردي. العين المغلقة. الضحكة المستغرقة. غُمِر صدري بسائلٍ دافئ. فتحت عيني فرأيتني أصبح شفافًا. اقترب اندماجي مع نفسي السفلية. 

كان إحساس الاستسلام.. مريحًا.

امرأتين لرجلٍ لا يستطيع الاختيار. فيلا زجاجية لرجلٍ فقير. أبٌ وأم لرجلٍ يتيم. أبناء كثر لرجلٍ عقيم. أصدقاء أعزّاء لرجلٍ وحيد. أنّى للواقع الصمود؟

 

ابتسمت نسختي من العالم السفلي، فابتسمت لها. 

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى