قصة

كدّاد

21 إبريل 2036م

«هاه بشّر، عساه تكلّم؟»

«لا طال عمرك. باقي وجهه أبيض كما شعره ولسانه معقود كما عقد منفوث فيه. لكنّي حصلت شاحن قديم، شحن الجوال وفتحه المهندس»

«وش لقيتم؟»

«رسالة…»

 

الرسالة:

أنا أحمد خالد، كان عمري 48 سنة. 

الآن أنا متأكد من ذنبي.

للأجيال الجاية خذوا قصتي عبرة، والله ياخذ عمرك يا اللي تتشمت فيني. 

 

لماذا الدبوس أحمر؟

 

7 شوال 1446هـ

 

الدبوّس الأحمر هو آخر قطعة في زي أحمد التقليدي. يلبس الثوب والشماغ كحال أصدقائه الكدادين، رغم أنهم ليسوا ملزمين بلبس محدد ولكن هكذا جرت العادة. أما الدبوس فبعد «الحادثة» أصبح يحمله معه إلى كل مكان.

يتحسس القطعة المعدنية على صدره فتمر الذكرى سريعًا كعطسة مكتومة. يضع شماغه على كتفيه ويسير في بيته مطفأ الأضواء. يفتح الثلاجة ويتناول كيسًا بلاستيكيًا، يفرغ حليب الناقة في جوف كأسٍ ما تزال آثار السائل السابق عليه، ثم يفرغ ما في الكأس في جوفه.

«الحمدلله.. الحمد…»

عجز صوته الهش عن إكمال الكلمة.

التف فجأةً كأنه أحس بروحٍ حوله.. رغم أن منزله يخلو من إنسانٍ آخر. من النافذة شعّ ضوءٌ يشي بحرارة الجو في الخارج. تراءى له طريقه: سيوصل شحنته إلى قرية ظلم، أي سيقطع أكثر من 300 كيلومتر.

كوضوح الخيوط التي أضاءت حبيبات الغبار فوق طاولة الطعام؛ اتضح له سوء اختياره للحليب قبل أن ينهي مشروبه. أمعاءه ستنهار قريبًا. لا يهمه؛ فهي العادة الجالبة للحظ. بعد هذا الطقس تصبح كل المفاجآت التي تنتظره بالضرورة مفاجآت سارة. 

أو هكذا يظن.

رمى الكيس غير محكم الإغلاق في الثلاجة. صحيحٌ أن الحليب سينسكب خلال الساعات القادمة، إلا أن أحمد لن يعود إلى فتح الثلاجة، ولن يرى السائل وقد تحوّل إلى كتلةٍ سوداء صلبة رائحتها تشبه رائحة ما سيُقابله قريبًا في طريقه.

في لحظة الإدراك التالية وجد أحمد نفسه مخدرًا يستمع إلى هدير شاحنته وشمس شوال تلفح وجهه. تجمعت بكسلاتٌ من ماضيه لتشكّل وجهًا أسمر وشعرًا قصيرًا.. مسح على الدبوس فاتضحت الصورة عارضةً ملح الوجه وتموّج الشعر والشفاه المكتنزة التي يقطع نصفها الأيمن خطٌ طولي رفيع لا يُحس بالأصابع ولا الشفاه. رفع يده عن الدبوس تاركًا عليه رائحة حليب طازج خفيفة.

«أبو حميد!» في نقطة تقابل الكدادين استقبله خالد، الكداد المبتدئ، فور نزوله. «عاش من شافك!»

مشاهدٌ كثيرة عبرت في ذهنه.

جلوسه وحيدًا في العيد. تذرّعه بالعمل لأهله، وتذرّعه بأهله للعمل. البيت الخالي من الإنس. الروائح الخفيفة للغبار وما علق من طعامٍ سقط في الأماكن المتفرقة التي يختارها شخصٌ أعزب للأكل. الشعور الهائل المفاجئ لهواءٍ بارد يطعنه عبر هاوية كبيرة فُتِحت تحت قدمه. 

اكتفى بـ: «رحت أعيد مع الأهل»

رد خالد: «والله يا فاتك رزق!»

هز أحمد رأسه بابتسامة مزيفة وتجاوز المبتدئ المتحمس. 

يمقت خالد بسبب أساليبه الجريئة، كبناء شيءٍ أشبه بالنقابة يتحكم بأسعار توصيل البضائع، وتفضيله الجلوس في بوفية الأمل عند نقطة التجمع على أن يُبخس ريالًا واحدًا. غضبٌ لا يعرف إلا بالحدس أنه نابعٌ من حسرة على الصبي النابغة الذي امتلك الجرأة على تحقيق كل الخطط التي كان يفكّر فيها أحمد في عمره، قبل ارتعاش أطرافه وصلعته ونظاراته الطبية التي يُكابر على ارتدائها.

«حي الله الشيخ، كل عام وأنتم بخير يابو سعد»

رحّب به زملائه الذين شكلوا دائرةً عفوية أغلقها أحمد. 

«كيف حالكم؟»

فضحت نبرته ضيقه. 

«زعلّك الفرخ؟»

سأله “أبو سراج” كبير الكدادين بينما يهرش مكان جرحٍ قديم في خده الأيمن.

«يا عيال الأرصاد تقول الوضع ما يطمّن»

ذاب تحذير “الوجيه” في تتمة الحديث بين أحمد وأبو سراج.

«ما سوى إلا الصح، لكن سبحان الله…»

تتمة كلام أحمد تعبيرٌ عن شيء يخص القبول وكيف أنه من الله. لم يقله لأنه يعرف الحقيقة، ذاك الفتى خالد لم يخطئ، هذا الفتى أحمد هو من ضيّع. وطرق الشباب الجديد هي سنة الحياة، قديمٌ يؤسس وجديدٌ يبني، والمكان الذي ستقع فيه الملامة ليس في صالح الكدّاد المخضرم.

قال أبو سراج بصوته الذي تركت عليه السجائر بصمتها: «عساه ما يضيّع اللي ضيعناه بس…»

في لحظة إدراكه التالية كان أحمد في الطريق يستمع إلى أغنية طربية زفّت هدير الشاحنة. كعطسةٍ مكتومة أخرى، أدرك أحمد أن جميع الكدادين إما لم يجدوا عملًا، أو سينطلقون في مجموعات. حتى أبو سراج الذي لم يشارك الدرب كداد آخر في حياته.

يا نايم الليل الطويل.. والدنيا من حولك سهر..

رغم شمس العيد النشطة شعر أن لا وقت أنسب إلى الأغنية من هذه الساعة. رفع الصوت أكثر فغرق صراخ المحرّك في سلطان فوزي محسون.

ما همّك الصب العليل.. اللي دموعه كالمطر.

ضرب بأصابعه غير منفوخة المفاصل على عجلة القيادة بهدوء كمن يخشى إظهار مشاعره. زاد إيقاع الضرب سرعةً حينما ارتفع صوت الطرب.

ما راودك في الحلم طيف.. ولا نبهك شوقي العنيف..

تشنجت أصابعه، التي تؤلمه والسليمة، وأصبح لا يقوى حركة. سرت في ظهره وخزة عنيفة كأن كرسيه مصنوع من أسلاك كهربائية مكشوفة. هذه الأغنية. هذه الأغنية بالذات. طوال تلك السنوات كانت مهربه منها.

ما بال هذه الأغنية تذكره بها الآن.

يا نسيم الصبح.. يا مارر عليه..

قول له كان واحد هنا.. حارس وراح..

بل ما باله هو، يختار للنسيان أغنية أنغامها آلة زمنٍ تمطيها ذكريات الفراق. وكيف يخطئ مثل هذا الخطأ وهو يعرف أهمية نسيان ما حصل لها، وهو يتذكر أملح وجهٍ رآه في حياته وقد تحول إلى أشبه بعلبة معجون طماطم معدنية فُتِح نصفها فتسرّب المعجون الأحمر اللزج منها.

ضغط على دبوسه مجددًا فترك الحديد أثره على صدره المتهيّج من حرارة الشمس.

وإن سأل عني.. تقول له يا نسيم..

لا تقول جالس.. بيشكي للصباح..

أصبحت أشعة الشمس قاسية على عينيه بالذات فحارب الحرارة بترطيبها. 

تعذّبه ما يصير.. أيش له بالعذاب..

بالضنا بالسهد.. ولّا بالعتاب؟

اشتدت حرارة الشمس فانهمرت عيونه لتبرّد بقية وجهه. رغم تصدّع الحاجز ما زالت عين عقله حصينة من تسرّب بقية ذكرياتهما، وما زال عقله يحارب فكرة الملامة التي يحاول لا وعيه أن يوجهها إليه. في أقصى الأفق لاحت غيمةٌ سوداء انشغل عنها، لأن العقل المنشغل بندم سابقٍ يعجز عن رؤية الخطر.

أكمل طريقه حتى رأى لوحة قرية “ظلم”؛ ظن أن اللوحة تقدّمت عشرين كيلومتر. إلا أنه أطاع ما رأى وانعطف يمينًا إلى الداخل.

 

ماذا رأى أحمد؟

 

لم يحن وقت الغروب بعد، ومع هذا تخلّت خيوط الضوء عن الأرض المظلمة.

بعد خروج أحمد من حمامات محطة البنزين رأى على امتداد الأفق صفحةً صحراوية رمادية، وزجاج محلات المحطة وقد تغبّش وتحوّل إلى حاجزٍ رطب يمنع نفوذ الرؤية إلى ما بداخله. خلت المحطة من الإنس، وما رأى سوى ظلالًا بعيدة لمحها في الزاوية البعيدة عنه.

همس هبوب هواءٍ في أذنه اليمنى، متبوعًا بضربة ريح دفعته إلى عتبة السلم الثانية، ثم استقر الجو تمامًا وماتت المحطة. حدث هذا وهو متشنجٌ يراقب، ثابتٌ جسده وقلبه مشلوع. شعر بالأرض تميد من تحت قدميه فدخل يغسل وجهه.

«وعليكم السلام ورحمة الله»

رد السلام على صوتٍ سمعه، لكنه عندما رفع رأسه عن المغسلة لم يرَ صاحبه. في المرآة لم يلحظ شيئًا غريبًا. رأى نفسه، ورأى طيفها ممتثلًا أمامه، بيدها مسدسه وفي عيونها دموع علاقتهما. أبواب الحمامات المفتوحة تشي بخلوها، ورغم هذا هو متأكد من سماعه الصوت. عاد إلى سيارته على أطراف أصابعه، لم يعرف سبب مشيه الهادئ، أو سبب رغبته بتقليص حجم جسده بقدر المستطاع، أو رغبته المفاجأة للاختفاء.

صعد إلى الشاحنة ودار حول المحطة، غاب أصحاب الظلال عن عينيه. لم يرَ أحدًا في المحطة. لا بد أنهم في استراحة من العمل. فكّر هازًا رأسه بعنف؛ يحاول المسكين إثبات كلامه لنفسه.

سرعان ما تلبدت السحب، وتشكلت طبقاتٌ فوق بعضها فاحتال العصر ليلًا. قطع فوزي محسون مشواره الخاص ووصل إلى أغنية “من بعد مزح ولعب”. هذه المرة لم يسمع كلمة واحدة. إذ كان ينظر حوله مستغربًا من أمرين: أولهما الليل الذي أطبق على المكان وثانيها سيره وحيدًا في الطريق؛ مدينة ظلم مأهولةٌ بالسكان، بل هي وجهة مألوفة للكدادين أصدقائه ومع هذا لا يرى نسمة.

للحظة، شك برؤيته لتلك اللوحة. لم يشك باللوحة نفسها إنما شك بنظره..

مالت الشاحنة عن مسارها، وتحوّل صوت فوزي محسون إلى صوت عبادي الجوهر ثم اختفى الصوت الناعس العذب ليعود صوت المسن الطربي ذا التسجيل السيء قبل أن يتداخل الصوتان بتشويشٍ مزعج بين أغنيتي تهرج معايا بصراحة وأحبك لو تكون حاضر.

قبل أن تستقر شاحنة أحمد في مسارها قُذِفت إلى المسار الآخر. لم يرَ أثرًا للهواء في الطريق. ظن أن الأرض الجرداء هي ما أخفى آثار الرياح، ورغم هذا كيف لرياحٍ أن تهز أطنانًا من الحديد والبضائع؟ 

ليس لسؤاله جوابٌ يستطيع إنسان أن يفهمه.

مالت العجلة بعنف بين يديه فداس على المكابح. شعر بثورة الهواء حينما أبطأ سير المركبة. وعندما توقّفت تمامًا هاجمته ريح هوجاء كادت تقلبه. لا بد أن الأمر له علاقة بالفيزياء، قال عقله. سار بهدوء وهو يسمع حفيفًا ولا يرى أثرًا.

قُذفت المركبة بين المسارات. ويده لا تملك سلطةً حقيقية على العجلة. ولا على المغني الذي يختاره أحدٌ غيره. عادت السكاكين تطعن ظهره المتقوّس وارتعشت ركبتاه الواهنتين. استشعر ضعفه وهزالته. وأصبح ذنبها حبلًا حادًا ينفذ إلى جلد رقبته ببطءٍ. نظر إلى المرآة بحثًا عن أي أثرٍ لإنسان فرأى وجهًا شاخ ورقبة موسومة بعلامات حبل خشن والدماء تتقطّر من حوله.

أغرقت مسامات جلده بالعرق جسده.

تحوّلت السحب الرمادية إلى غباشٍ أقرب إلى خليطٍ بين السراب والضباب، والمسارات اتحدت في مسارٍ واحد، وضيقت الصحراء الطريق كأنها جدران متحركة في غرفة ضيقة، فأصبح لتنفسه صوت ولتحركاته ذعر واضح. 

ومن وسط كل هذا انبثق ضوء. 

نقطة وامضة خافتة.

أخيرًا. أخيرًا بني آدم. عامت الفكرة في ذهنه بوضوح وسط طوفان الريح. تبِع الضوء البعيد أمامه، وعندما مال الضوء إلى اليمين، انبثق من قلب الصحراء عن يمينه لسان سفلتي دخل معه. وفي فورة فرحه بأمله الذي لاح فجأةً لم ينتبه إلى مؤشر حرارة المركبة الذي تجاوز النصف.

 

بعد 66 كيلومتر. 

 

يسهل الاختيار بين التوقّف في قلب صحراء موحشة أو فقدان مركبتك جرّاء احتراقها ببضائعها الثمينة، ورغم هذا لم يخلُ الخيار من مقاومة، فالتحوّل المفاجئ في الجو، والهاتف المغلق، والشاحن الذي لم يعد يشحن. كلها تفاصيل صعّبت وقوفه في وسط أرضٍ أقرب إلى المريخ من كيس الحليب الذي أفرغ ثلاثة أرباعه الآن.

أدركت أذناه الصمت. اختفاء تذبذب الصوت عن طبلتيه أذعرتها، فأخبرت عقله أن أصغر حركةٍ في هذا المكان محسوبة. وأما عيناه فقالت لعقله أنه مهما حاول لن يكشف الأفق كاملًا من مكانه، وأن الخطر الحقيقي الذي تحدسه روحه يستطيع الوصول إليه في أي لحظة.

فتح مقدمة الشاحنة، فصعدت دموعها البخارية إلى السماء ثم استقر صوت بكائها، وسكنت تبرّد نفسها.

في قلب السكون جلست أنا. الخطر الحقيقي الذي حدسته روحه. كان حدسه صحيحًا في تمييز الخطر، خاطئًا في معرفة وقته. فأنا لم أظهر فجأةً هنا في هذه الصحراء. ولم أظهر فجأة حينما ظهر النور الذي ضلله في الطريق. بل كنت موجودًا حينما سكب الحليب، حينما استيقظ، وحينما رأى خالد عرفت أن الوقت حان أخيرًا.

أنا موجودٌ منذ الأزل، لكني أزهرت بكامل أناقتي حينما حمّل نفسه ذنبها.

يرى أحمد الآن ضوءًا أبيض يومض ويقترب. سيراني قريبًا. يقترب أحمد من الضوء الآن. يقطع مسافة أكثر من نصف كيلومتر بقليل على قدميه فنتلاقى في المنتصف. في اللحظة الأخيرة أقرر أخذ هيئة شخصٍ غير مألوف.

«السلام عليكم ورحمة الله»

لم أرد. 

«سيارتي عطلانة»

أمط رقبتي إلى الشاحنة القابعة خلفه.

«عندك مشاكل أكبر أحمد»

أنظر إلى الدبوس الأحمر، يعدّل وضعية وقوفه استعدادًا للهرب.

«وين بتروح؟»

«أنت مين؟»

«مين تبغاني أكون؟»

يتحسس جيبه وابتسم، منذ قتلت نفسها بسلاحك ألغيت رخصته وخبأته تحت مخدتك، مستعدًا ليومٍ مثل هذا اليوم. أملّح وجهي وألينه، أطيل شعري وأموّجه، أملأ جسدي، وأوزّع نقاطًا سوداء على وجهي ورقبتي ومفرق نهدي.

«تبغاني أكونها؟»

فمه مفتوح، راحتاه تمسكان بركبته كأنها ستفلت في أي لحظة، راكع ينظر إلي لا يستطيع فهم شيء. هذا الشكل هو الأنسب للتأثير عليه. تبسمل وتعوّذ بالله من إبليس، لكنني لست إبليس. فوقفت متبسمًا. 

«ليه ما قلت لأحد إنك ذبحتني يا أحمد؟»

تمتم كمن يحدث نفسه.

«ليه تلوم نفسك على موتها بينك وبين نفسك، بس ترفض أحد ثاني يعرف الحقيقة؟»

«ميـ-»

«هاه؟»

«مين.. أقول لمين؟» كرر باكيًا مشدوهًا «أقول لمين!»

«ليه تعيش كأنك شخص ما سوى مصيبة؟»

أحببتها، رفضت أن تتزوجها، سحبت سلاحك، «نروح المحكمة الآن ولا بفجّر في نفسي» رأت في عينك حقيقتك، عدم جديتك، جبنك، ذنبك العظيم، بوم. ماتت. قصة غير معقدة. أنت قاتل.

«ما قصدت..» عندما أكمل جملته كان قد ذرف كل المياه داخل جسده «أنتِ مت» تحسس الدبوس الأحمر «وأنا ما نسيتك» 

«تحسب إن قطعة حديد ما لها معنى بتكفّر عن انتزاعك لروح بني آدم؟»

انتفض جسده فجأة واقترب منّي بفورة غضب محسوسة حتى كادت أطرافه تمس ذقني. 

«ما هي قطعة حديد!» أخرج القماش الأحمر الذي يغطي الدبوس، لم أنتبه إلى الخطوط البيضاء التي تزينه «هذه أول هدية أهديتيني هي. تحسبين إني نسيت؟» شعرت بي ارتعش، وتفاصيل هيئتي تصبح غير مضبوطة. وطولي يتقلّص.

«سألتك إذا تبغا أكونها»

أفجّر رأسي، وأنثر الدماء على جسدي، وأرسم لمحة الملامة في عيني السليمة. 

«ممكن تحبني بالملامح اللي تتذكرها فيها؟»

عندما رأى تجسيد ذنبه، سكت إلى الأبد.

تركت عنده مياهًا ورفعت عنه الغباش، وخلدت إلى النوم داخله، ظانًا أني وجدت موطنًا دائمًا داخله أخيرًا.

عجبتك القصة؟ 

اشترك في المدونة حتى لا تفوتك قصصٌ مثلها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
×